التعقيدات السياسية تدفع للمواجهة ضد وجود القوات الأمريكيه في العراق

التعقيدات السياسية تدفع للمواجهة ضد وجود القوات الأمريكيه في العراق

  • التعقيدات السياسية تدفع للمواجهة ضد وجود القوات الأمريكيه في العراق

افاق قبل 4 سنة

التعقيدات السياسية تدفع للمواجهة ضد وجود القوات الأمريكيه في العراق

علي ابو حبلة

«الحوار الاستراتيجي» بين العراق والولايات المتحدة الذي حملته زيارة قائد « القيادة المركزية الأميركية» والتصريحات التي صدرت من كينيث ماكينزي ــــــ وتحديداً تلك المتعلّقة بتطوّرات المشهد العراقي ــــــ حملت أكثر من رسالةٍ ودلالة. في زيارته للعاصمة بغداد، الأسبوع الماضي، وقد أشار ماكينزي إلى أنّ « هناك قراراً عراقيّاً مرتقباً لبقاء القوات الأميركية، للمساعدة في مواجهة تنظيم داعش»، مشيداً، في الوقت عينه، بـ» مداهمة البوعيثة» (أواخر شهر حزيران/ يونيو الماضي، وقد اعتقل « جهاز مكافحة الإرهاب» 14 منتسباً إلى « الحشد الشعبي» بتهمة الإعداد لهجومٍ صاروخي على المصالح الأميركيّة في العاصمة ومحيطها)، فـ» التحديات» التي يواجهها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عديدة، ولا تقتصر فقط على مواجهة «داعش»، بل أيضاً «كبح جماح الميليشيات»، في إشارةٍ منه إلى فصائل المقاومة العراقيّة، المحسوبة على طهران.

وفيما اعتبر ماكينزي المفاوضات العراقيّة ــــــ الأميركيّة (من المرجّح أن تكون الجولة الثانية للحوار الاستراتيجي في الأسابيع القليلة المقبلة، مع زيارة الكاظمي للعاصمتين الإيرانيّة والأميركيّة) أشبه بـ» التفاوض على لغم أرضي» ، خصوصاً أنّ الهدف منها جدولة انسحاب القوات العسكرية الأجنبية (وتحديداً الأميركيّة) المنتشرة على طول الجغرافيه العراقيّة، فقد أكّد ضرورة « مساعدة الكاظمي... عليه أن يجد طريقة إلى حلٍّ ما... سنحصل على حلولٍ أقل من مثاليّة، وهي ليست جديدةً في العراق « .

أعرب ماكينزي عن « ثقته» بأنّ الحكومة العراقية « ستطلب من القوّات الأميركية البقاء في البلاد»، رغم تأكيد كلٍّ من بغداد وواشنطن ضرورة الالتزام بالقرارات التشريعيّة والتنفيذيّة الداعية إلى جدولة الانسحاب (هذه القرارات كانت ردّاً عراقيّاً رسميّاً على اغتيال قوّات الاحتلال الأميركي نائب رئيس « هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، وقائد « قوّة القدس» في « الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني، ورفاقهما، مطلع العام الحالي)، يحمل أكثر من دلالة، ويُمكن أن يُقرأ وفق مساراتٍ ثلاثة: من جانب الفصائل العراقية الموالية لإيران والتي تسعى إلى إخراج القوات الأمريكية من البلاد، وتشن هجوما على الحوار حتى قبل أن ينطلق.

العراق يمر « بمرحله مفصلية «؛ فالقوى الرافضة لبقاء القوات الامريكية في العراق وضد الحوار مع واشنطن ترد بالصواريخ على الحوار العراقي-الأمريكي»، تقول جريدة المدى العراقية: «قبل يوم من انطلاق الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة عادت ‹جماعات الكاتيوشا› إلى استهداف المنشآت الحساسة داخل البلاد».وتضيف: «تخشى أطراف سياسية تعرُّض الفريق العراقي المفاوض إلى التهديد أو الضغط، خصوصا وأن مسار الحوار قد يثير غضب طهران وبعض الفصائل».

رغم تأكيد الحكومتين، الشهر الماضي، أنّ قوّات الاحتلال الأميركي لا تسعى إلى بناء/ البقاء في قواعد دائمة، بالتوازي مع دعوات المسؤولين الأميركيين إلى البقاء لمواجهة « داعش «، إلّا أنّ ذلك ينبئ بأنّ الانسحاب لن يكون على دفعةٍ واحدة بل على دفعات؛ ما يعني « تقسيم» الدفعات على مدى سنتين كما يرجّح البعض. وبذلك، فإنّ الكاظمي قد ينهي ولايته الحاليّة من دون أن يُنجز « الانسحاب الكامل « .

ثمة من يقول إنّ المساعدة الأميركيّة للكاظمي تكمن في إنجاز هذا الاستحقاق في فترة حكمه، لإعطاء دافعٍ له، مع التماس جميع المعنيين بالمشهد العراقي أنّ الرجل يسعى للفوز بـ» الولاية الثانية» .ينتشر في العراق، حاليّاً، أكثر من 5000 جندي أميركي. الإدارتان، الأميركيّة والعراقيّة، ترفضان الكشف عن العدد الفعلي والدقيق لهؤلاء. واشنطن تسعى إلى الإبقاء عليهم لـ «ردع النفوذ الإيراني» ، لكنّهم، في الوقت عينه، أقرب إلى أن يكونوا « في دائرة الاستهداف « ، من قِبل الفصائل المحسوبة على طهران، ويخشى الجيش الامريكي من سقوط قتلى في صفوفه في العراق ، وقد حاول إرساء معادلة « الدم بالدم» باغتياله المهندس سليماني. في المقابل، لا تخشى الفصائل ما تخسره منذ ذلك الوقت. بالتالي، فإنّ المعادلة التي صيغت باتت فارغة المحتوى. وعليه فان خيار الانسحاب لن يكون سهلا وكلفة البقاء اكثر تكلفه مع تصميم الفصائل العراقيه على المواجهة العسكرية وتفضيلها على المعركة السياسية رسائل الفصائل ترجمة للتعقيدات السياسية التي تدفع للمواجهة ضد وجود القوات الامريكية.

التعليقات على خبر: التعقيدات السياسية تدفع للمواجهة ضد وجود القوات الأمريكيه في العراق

حمل التطبيق الأن